لقد ولد العلامة الشيخ محمد الحسين حبيب الله فبيئة صالحة من أرومة شريفة طيبة حيث أتاحت له الأيام من موارد الثقافة و مناهل العلم ما لم تتحه للكثير من الشناقطة في تلك الفترة فجمع في معارفه بين قطبي العلم و المعرفة بالأسلوبين القديم الموروث و الحديث المكتسب فكان لذلك طابع خاص ما لبث أن تجلى واضحا جليا في شخصيته المتميزة
و تربى الشيخ على والدته التي كانت سيدة نساء عصرها وقد توسم فيه والده احمد محمود رحمه الله تعالى علامات النبوغ و ملامح القيادة و العبقرية و الذكاء.
لقد ترعرع الشيخ في عدة محاضر موريتانية تلقى فيها أنواع العلم و اخذ عن جميع مشايخها و نهل من معارفها فتضلع من مختلف العلوم من معقول و منقول و من علوم روحية و طرق صوفية و مناقب عالية.
و بعد أن أنهى تعليمه المحظري في موريتانيا سافر الشيخ إلى جمهورية السودان الديمقراطية و أقام بها حيث كان محل تقدير و احترام و زاول فيها مهنتي الإمامة و الإرشاد فكان إمام جامع أم درمان الكبير و مرشدا دينيا للطلبة و المؤسسات التعليمية و كان الشعب السوداني بمختلف شرائحه يقدره و يحترمه حيث كانوا لا يخاطبونه إلا بمولانا و هي غاية التعظيم عندهم ثم في هذي الفترة التحق بالجامع الأزهر بجمهورية مصر العربية حيث نال شهادة عالية من كلية الحديث و علم الأصول. و بعد ذلك صار يتنقل بين الحجاز و السودان حتى استقر به المقام في الحجاز حيث كانت داره محط رحال جميع الوافدين للحج و العمرة من بلده موريتانيا و من دولة السودان بل و من معظم دول إفريقيا و قد التقى الشيخ بمعظم مسؤلي الدولة الموريتانية حيث عهدوا فيه البشاشة و المصداقية و كرم الضيافة و ايواؤ الوافدين و حل جميع المشاكل المطروحة كما لاحظوا ما يتحلى به في المملكة العربية السعودية من مصداقية و ثقة و تقدير و احترام الأمر الذي حدا بمسؤلي النظام الموريتاني أن يطلبوا منه العون و المساعدة في بنيان و ترسيخ دولتهم الناشئة فعينوه كاتبا للسفارة الموريتانية بجدة ثم قنصلا عاما و من هنا بداء العمل الدبلوماسي و مثل بلاده بكفاءة ظاهرة و بذل الكثير مستعينا بعلاقاته الواسعة في ازدهار العلاقات بين موريتانيا و المملكة العربية السعودية ثم بعد ذلك أصبح سفيرا لموريتانيا في جمهورية النيجر الإفريقية و بعد دخول الديمقراطية و الإطراب الذي حدث في موريتانيا قرر السفر إلى هناك ليساعد في تهدئة الأوضاع و لم الشمل حرصا منه على الإصلاح فجاءت زيارته إلى موريتانيا بالعديد من الحلول السياسية و كان قدومه نعمة على جماعته الخاصة و العامة حيث استطاع أن ينفض عن الجميع غبار الفاقة و الفقر و يجمع شملهم و شتاتهم و يرفع قدرهم و مصداقيتهم و كان قدومه نعمة على الدولة كذلك حيث صار من ساسة حزبها الديمقراطي و دعامة قوية للرئيس الحاكم حيث سد الشيخ الفراغ الذي كان خاليا فقام بلم شتات كل الفئات و احتوى كل الحساسيات و وحدهم داخل حزب واحد.
و كان للشيخ دور فعال في حل مشاكل موريتانيا على الصعيد الداخلي و الخارجي و خصوصا تلك المتعلقة بالأراضي المقدسة بالنسبة للمقيمين و الحجاج و المعتمرين و هو ألان يشغل منصب مستشار أول في السفارة الموريتانية بالرياض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق